هل يُمكن لساعة يد أن يكون بينها وبين الحرب العالمية الأولى التى وقعت فى الفترة من 1914و 1918م علاقة؟ نعم، لكن ماهى؟
فى البداية تُنسب صناعة أول ساعة صغيرة، تاريخيا، إلى بيتر هينلاين، صانع الأقفال الألمانى؛ فقد ابتكر فى بداية القرن السادس عشر الميلادى نابضا رئيسيا لتزويد الساعة بالقدرة، وكانت الساعات تدار فى ذلك الوقت بواسطة الأوزان المتدلية.
ولكى تعمل الساعة فلابد أن تبقى ثابتة فى الوضع الرأسى لكى تعمل الأوزان المعلقة بها، ولقد مكنت النوابض صانعى الساعات من إنتاج ساعات صغيرة متنقلة، وسرعان ما انتشرت صناعة الساعات فى إنجلترا، وفرنسا، وسويسرا.
كانت الساعات الأولى ثقيلة وغير دقيقة، وكانت ثقيلة لدرجة أنها كانت تعلق حول الرقبة أو تتدلى من حزام، وكان بها عقرب واحد فقط، وعلبتها كروية أو أسطوانية، وفى أواخر القرن السابع عشر الميلادى، زُوِّد العديد من الساعات بعقارب للدقائق، ولكن لم تصبح عقرب الثوانى شائعة فى الساعات إلا فى القرن العشرين، ولقد طُوِّرت آليات نابض التوازن وعتلة إدارة الانفلات فى أواخر القرن الثامن عشر الميلادى.
وأصبحت الساعات، فى أواخر القرن السابع عشر، صغيرة وخفيفة بدرجة سمحت بوضعها داخل جيب المعطف أو الصدرية. وكانت ساعات الجيب الأكثر انتشارًا على مدى أكثر من 200 عام. وأصبحت ساعات اليد شائعة فى أواخر القرن التاسع عشر الميلادى، غير أنها كانت آنذاك مصممة للنساء فقط.
لكن صعوبة وضع الساعات فى الجيوب مع متابعة الدقائق خلال الحرب أكد للجنود أثناء الحرب العالمية الأولى، أن ساعات اليد أنسب من ساعات الجيب، ولأن هجماتهم تبدأ بالتزامن فيما بينهم لكى لا يصيب أحدهم الآخر، دعت الحاجة لاستخدام الساعات وفى نفس الوقت الحفاظ على حرية اليدين، ومن هنا ظهر ابتكار ساعات اليد واستمر استخدامها بعد الحرب، وكانت تُعبِّر عن الرفاهية والانضباط.
No comments:
Post a Comment